في مسألة شفيق

Posted: 10/01/2012 in Uncategorized

أحيانا الحياد يفقدك كل شيء ولكنك تكسب اتساقك مع نفسك .. ومتعة ان تقول لا أعرف دون ان تغرق آخرين خلفك
افقدني حيادي بعض الاصدقاء
وافقدتني الثورة آخرين منهم من كان يسكن مسكنا عزيزا في قلبي..
ولكني في النهاية حافظت علي بعض من عقلي وقليل من ايماني .. واحسد من يملكون أي يقين من اي نوع .. يساعدهم علي النوم ليلا

شفيق .. اللغز:
مسألة شفيق من المسائل التي استغرقت وقتا طويل جدا في محاولة استيعابها .. لم تقنعني وجهات النظر الرافضة للرجل بشكل مباشر لضعف حجة من سمعتهم احيانا ولعدم قدرتهم علي اخفاء كراهيتهم غير المبررة للرجل احيانا اخرى

ايضا اداءه “الشيك” الذي يجعلك تحترمه لمجرد قدرته علي التماسك واحترام نفسه امام الكاميرات احيانا .. احتقرت علاء الاسواني جدا بسبب الاسلوب المبتزل الذي استدرج به شفيق “لخناقة في حارة” وفي رأيي كانت الحلقة من اسوأ الحلقات اعلاميا وانسانيا ايضا.

ويبقي دور شفيق في الاطاحة بمبارك مثل دور عمر سليمان لغزا غير مفهوم .. لماذا لم يتم الاطاحة بعمر سليمان مهندس مخابرات مبارك؟ ولماذا الاثنان تحديدا الباقيان من رموز النظام القديم؟ بعض التقارير اشارت إلي اتفاق مع العسكر علي دعم مطالب الاطاحة بمبارك وانهما (شفيق وسليمان) كان لهما دور في الاطاحة بمبارك بموجب اتفاق مع العسكر لحماية مصالحهم وربما الاكتفاء فقط بالاطاحة بمبارك

وبعيدا عن ألغاز الثورة المصرية يبقي الخلاف حادا بشأن شفيق بين مؤيد عنيف وومعارض ثوري
وللاثنين تاريخهما الفكري المشرف ولأحدهما العديد من المواقف غير المفهومة وللاخر انفعلال ثوري مخيف احيانا! ماعلينا بعيد عن المواقف الغريبة الرافضة بعناد وبعيدا ايضا عن النزق الثوري..أحاول أن أكون رأي يخصني وحدي. بعيدا عن الانبهار بأعجوبة شفيق أو صب اللعنات عليه وعلي اللي خلفوه .. هاكم رأيي المتواضع في شفيق .. ولهذا أرى انه لا يصلح

إن ابعدنا كل الحسابات والافكار والاتهامات ماثبت منها وما لم يثبت وان افترضنا بحسن نية نظافة يد شفيق تماما وانه رجل مبهر في كل شيء .. فهو مازال يعاني من عيبين خطيرين في رأيي البسيط يمنعانه تماما من ان يكون رئيسا لبلد في حالة ثورة غير مكتملة:

العسكر في المعسكر:
1-شفيق رجل عسكري برتبة فريق .. ومع كامل الاحترام لانجازاته ان وجدت وثبت نسبها إليه فهو مازال يعمل بعقلية العسكر التي لا تعرف الا الاوامر والطاعة .. العقيدة العسكرية لمن اقترب منها تصبغ صاحبها تماما .. فهو لا يري في اعطاء الاوامر اي مشكلة ويعتبر الديموقراطية ترف لا قيمة له في مقابل الغذاء والامن .. تلك هي مشكلة شفيق .. ربما ان لم تكن هناك ثورة ومات مبارك وانقلب العسكر “رسميا وعلنيا” علي التوريث وأتوا بشفيق لكنا فرحنا وهللنا للرجل العسكري. لانه لم يكن لن يد في التغيير.. لم نجلس في الشوارع ونتظاهر ونفقد الاصدقاء ويتكون لدينا ايمان ويقين بالحرية والديموقراطية وبصورة مختلفة لمصر لا يكفي معها مجرد إصلاح.. حتي وان كان للعسكر دور خفي فيما حدث

إصلاحي أهبل:
في أحد المؤتمرات بعد الثورة في القاهرة طلبت المتحدثة الامريكية من الجميع ان يقف ويتحرك صوب المساحة الخالية من القاعة من أجل “لعبة”. وطلبت من الحضور ان يصطفوا في جانب من الغرفة ورسمت أمامنا خطا وهميا وقالت “سأسألكم مجموعة من الاسئلة من يجيب بنعم عليه عبور الخط ومن يجيب بلا عليه البقاء محله”. وكانت الاسئلة كلها عامة تتحدث عن تأييد الثورة مثل “هل تؤيد الثورة؟” “هل ترى ان الثورة كانت ضرورة” “هل تتوقع او تتمني الافضل لمصر في المرحلة القادمة” “هل تفضل الديموقراطية وتؤيد حرية الرأي” “هل انت ثوري؟” الي غيرها من الاسئلة.ا

وكان الهدف الاساسي من اللعبة ان يكتشف الحضور انه رغم اختلافاتهم السياسية وانتمائاتهم المختلفة جميعهم لديهم امور مشتركة يمكن النباء عيها واستثمارها. فجميعهم يريدون نفس الاشياء! إلا السؤال الاخير. فحينما قالت “هل أنت ثوري؟” وتحرك الجميع الي الجانب الاخر عابرين الخط الوهمي..لم أحرك ساكنا. وحينما سألتني قلت لها اني لست “ثورية” ولم اؤيد المنهج الثوري يوما ولم اؤمن به رغم اني انزل الشارع واعمل بالشارع وتظاهرت كثيرا وطاردتنا الشرطة وامن الدولة مرارا..إلخ ولكني في مصر أميل الي الاتجاه “الاصلاحي” لان المشكلة في مصر ليست ازمة سياسية فقط ولكنها مشكلة ثقافة .. باختصار .. رغم سعادتي بالثورة لم أقل يوما ان آمنت بها أو حتي توقعت حدوثها من الاساس.

ولكن الثابت ان تلك الهبة العنيفة او الانتفاضة او الثورة او سلسلة الاضطرابات والاحتجاجات ولدت لدينا جميعا ممن آمنوا بالثورة ومن رفضوها شعورا بان كل شيء أصبح ممكنا .. فلم تعد القناعة بالقليل ممكنة.. نريد حرية كاملة، ديموقراطية، حكم مدني حقيقي، حياة سياسية ثرية ..إلخ
لقد آمنا بعد أن رأينا ان المستحيل صار ممكنا .. وان ما نحلم به لمصر أقرب..وربما كنا مخطئين..لكن لم يعد ممكنا ابدا العودة الي الخلف حتي لو فشلت الثورة

شفيق رجل مبهر .. ولكن كل الظغاة مبهرين .. صدام حسين كان شخصية آثرة ايضا ومبارك لو جالسته اقسم انك ستقع أسيرا لشخصيته القوية.. ولكن شفيق رجل تعود علي القاء الاوامر للتابعين … ذلك هي واقع حياة العسكرية وليس في الامر اي مشكلة. الجيش مؤسسة قائمة علي الطاعة والاوامر ولا مكان فيها للديموقراطية ولا الحرية. وهذا ليس عيبا ..انها طبيعة المؤسسة العسكرية ! وسر نجاحها في اي مكان في العالم

العيب هو ان يحكم رجل بهذه العقلية مصر لتنتقل مصر لتكون مؤسسة عسكرية كبيرة..الكبير فيها مقاما ورتبة بالضرورة يفهم افضل ويعرف اكثر وهناك اسرار لا يجب للعامة امثالنا معرفتها لانها لحماية مصر !! امن قومي !!
تلك كارثة حتى وان شفيق ملاكا مبهرا ورجلا عظيما ..
العقلية الابوية التي لا تنتهي .. الكبير يعرف أكثر وهو أكثر دراية ونظافة وشياكة وذكاء من جميعنا قاطبة. هو الذي يعرف كل الاسرار الخفية ويعرف “مصلحتنا” اكثر منا نحن العامة المعفنيين

الرجاء ورد الفعل .. بيت الداء:
قبل يومين كانت احدي القنوات تذيع لقاءات من الشارع واستضافت سيدة مواطنة في احدي المحافظات. وكانت السيدة تتحدث عن مشاكل محافظتها من مجاري وانقطاع الكهرباء ..إلخ
وفي ختام كلامها .. قالت جملة وقعت في نفسي موقع السم الذعاف
قالت المواطنة “احنا يعني بنترجي السادة المسؤلين انهم يشوفوا مشاكلنا ويحلوها عشان احنا تعبانين والله ..يعني رجاء ليهم والنبي”ا
ذلك هو بيت الداء .. سنصير بلدا أفضل يوم أن يعي المواطن ان حقوقه ليست رجاء من المسؤلين وان عمله ليس خدمة جليلة لهم بل هو عمله وما يتعين عليه فعله ولهذا يتقاضي أجرا شهريا من ضرائبهم لكي يقوم بهذه الامور ! ليس رجاء ولا خدمة

في لقاء من نوع آخر وهو لقاء صحفي لشفيق ولا اعلم ان كان صحيحا .. قال شفيق اقول للكارهين ان “نفذ صبري سيكون ردي عليكم عنيفا”.

رد كهذا يعكس الخلفية العسكرية وظبيعة الشخصية التي تطلع لحكم البلاد.. انا لا اعرف شفيق شخصيا..ولم أتناول الشاي والكيك في منزله ولم أقابله أبدا، وان كنت فكرت أن أقابله بعد لقاء الاسواني لأعتذر له ولاخبره ان ما فعله الاسواني لا يمثل سلوكا ثوريا بالنسبة لي ولا احترمه. ! ماعلينا ولكني لم أقابل شفيق ولا اعرفه شخصيا لا يفترض أن أعرف رئيس الجمهورية شخصيا .. ولكن المعلن من مواقفه وتصريحاته هو الثابت لدينا

كما لا يتفرض أن أعرف كل الاسرار الخطيرة وكواليس حكم مصر لاثق في مرشح رئاسي علي آخر.. تلك الطريقة المقرفة شبعنا منها.. من يعرف اسرار اكثر هو الادري بمصلحة البلاد !!

هذان الموقفان يعكسان بوضوح الحال اليوم وكيف سيكون الحال ان صار شفيق رئيسا للجمهورية يتمتع بالهالة العسكرية المقدسة. سيظل الحاكم البعيد الجالس علي عرشه المفضل والمنزه عن الخطأ والحاكم بأمره وسلطانه.. وستنمو له حاشية قاسية وسندخل أنفسنا في دوائر الجحيم !

من ساهم في بناء شيء لن يرغب في هدمه:
2-شفيق رجل نظام مبارك.. ربما كان شفيق معارضا داخل النظام .. ولا اعتقد .. شفيق رجل عسكري عقيدته تجبره علي الولاء لقائده الأعلي مبارك .. شفيق رجل مبارك و”دفعته” وزميل ورفيق عمل..وان لم يملك العفو عنه لكنه ساهم في بناء نظامه ! ومن ساهم في بناء شيء لن يهدمه بل سيحسن من اداءه علي احسن تقدير ! ولكنه ربما لم يعي مثلنا ان النظام قد فسد بما يستدعي هدما حقيقيا .. نحن نسعي لتغيير بنية النظام بالكامل علي أمل ان نتمكن في يوم ما من تغيير ثقافة البشر انفسهم ان كان لدينا تعليم افضل ونظام افضل لمحاربة الفساد ..
شفيق لن يفعل هذا

حتي وان كان شفيق رجلا عظيما نظيف اليد لا غبار علي تاريخه وعمله ولكننا نريد رجلا لم يذق طعم السلطة ولم يعط الاوامر ولم يتربي في مؤسسة عسكرية .. نريد رجلا يتحمل سبنا الدائم وشتائمنا وقلة أدبنا لاننا شعب قليل الادب وقليلي الثقافة كمان الشعوب دائما ما تشتم حكامها وعلي الحكام ان يدركوا ذلك ويعوه جيدا ..

نريد تغييرا شاملا للنظام .. هدما يعقبه بناء حقيقي
نريد مؤسسة حاكمة قابلة للحساب والنقد وليست فوق المزح والسباب حتي
نريد مؤسسة حاكمة لا رجل منزه له سلطان امبراطور وقدسية اله !!

Comments
  1. شفيق ببساطة هو جزء أصيل من منظومة الفساد وسياسة النظام البائد – لو افترضنا لغويا إن كلمة فلول دي لها ووجود فشفيق هيكون أول وجه يطلق عليه الكلمة بامتياز – الطاغية حينما يبدأ بالغرق يطلب النجدة والإنقاذ من أعوانه في الفساد والطغيان لينقذوه بل لينقذوا أنفسهم جميعا من الهلاك ولما مبارك حس إنه بدأ يغرق نادى أعوانه وجنوده أخص بالذكر شفيق وسليمان ولما مبارك مشي الدور بقى بالعكس شفيق وسليمان بقوا يحاولوا ينقذوا مبارك أو ينقذوا نفسهم بإنهم يوصلوا تاني للكراسي المهمه – صراحة أكتر حاجه عجبتني في التدوينه هي إيمانك بأفكار إصلاحية وتعبيرك عنها بكل شجاعة!!! يعني رد منك على ناس كتير بتصنف الناس إما ثوري أو فلول وكنباوي الدنيا مش كلها أبيض واسود … تحياتي على كلماتك وفضحك لرمز من رموز النظام البائد بالدلائل

  2. شريف المصرى says:

    ثقافة الهزيمة.. عصابة البقرة الضاحكة 5‏

    شركة «الأجنحة البيضاء» في عام 1986 شهد بداية تردد أسم الشركة في الحياة العامة، عندما قام (علوي حافظ) عضو مجلس الشعب بتقديم طلب أحاطة عن الفساد في مصر، مستنداً في جزء منه إلى أتهامات خاصة، وردت في كتاب “الحجاب”
    VEIL
    للكاتب الصحفي الأمريكي (بوب ودوورد)، وكشف حافظ عن تورط أسماء داخل النظام الحاكم فى صفقات بيع وشراء الأسلحة من الخارج “، ووثائق تتحدث عن صفقة أسلحة تم الحديث عنها داخل الكونجرس الأمريكي، حيث تحدث سيناتور داخل أحدى جلسات الكونجرس عن تأسيس مجموعة من العسكريين المصريين لشركة تدعى الأجنحة البيضاء لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بعمولات كبيرة.

    أما أخطر هذة الوثائق هو ما كشف عنه التقرير النهائي للكونجرس والتى أكدت ان المفاوض المصرى لم يكن أبدا يعمل لصالح مصر بل لصالح عصابه سميت فورونجز، وأنه يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى فى حق وطنه وصالح شعبه…باقى المقال فى الرابط التالى
    http://www.ouregypt.us
    و أقول بالنهاية هذا المقال يستحق القراءة فهو يجعلك تفكر كأنك قرأت كتابا دسما.

  3. upstairscoffeeshop says:

    شكرا ياهشام
    ده اولا 🙂
    اول علاقتي بكلمة فلول كانت لما كنت باقوم بتحرير اخبار افغانستان والكلمة من اختراع رويترز وكانت تطلق علي من تبقي من نظام طالبان يعيث فسادا في افغانستان المهترئة

    زي ما قلت دور شفيق في الاطاحة بمبارك دور غامض جدا بدليل ان شفيق مش في السجن لحد دلوقتي زي عمر سليمان وده معناه انه لم يكن في معسكر مبارك وقت الاطاحة
    كما لا يمكن تحميله مسؤلية موقعة الجمل مثلا والا فلنحمل شرف مسؤلية البلاوي التي حدثت في عهده ..لكن شفيق مشكلته انه من قلب المؤسسة العسكرية وابن شرعي لحكومات مبارك .. وهو ما لن يؤتي بأي ديموقراطية حقيقية لمصر

    بالتأكيد ان كان خيارنا بينه وبين الاسلاميين (اخوان وسلفيين) فعلي مصر السلام

  4. حسين علام says:

    ثقافة الهزيمة .. الناس اللى فوق و الناس اللى تحت

    و نشرت جريدة المصرى اليوم فى 17 فبراير 2012 فى برنامج «محطة مصر» للإعلامى معتز مطر على قناة «مودرن حرية» وجه النائب أبوالعز الحريرى اتهاماً لأحد كبار أعضاء المجلس العسكرى بالتورط فى تهريب 4 مليارات دولار للخارج، وقال إن إحدى الشخصيات تقدمت ببلاغ رسمى عن وجود 15 مليار دولار «أموالاً قذرة» فى البنك المركزى، وقدمته لعدة جهات من بينها المخابرات الحربية التى أخبرته بأنه تمت إحالة البلاغ لأحد كبار أعضاء المجلس، وبعد عدة أيام فوجئت بخروج 4 مليارات دولار من هذا المبلغ خارج مصر،

    وأضاف «الحريرى» أنه يتقدم باستجواب للمشير حسين طنطاوى حول هذا الموضوع، إلى جانب استجواب آخر حول المصرف العربى الذى وصفه بـ«المصرف الملعون»، لأنه «مغسلة للأموال القذرة» فى مصر، ويتربح منه المسؤولون منذ عام 1974، ولا توجد رقابة عليه، وتتعمد وحدة مكافحة غسل الأموال بالبنك المركزى تجاهله تماماً …باقى المقال فى الرابط التالى

    http://www.ouregypt.us

Leave a reply to Hesham (@HeeshoZ) Cancel reply