فريدمان ورقصة ابو النجا الاخيرة.. والتضليل الاعلامي للمصري اليوم

Posted: 22/02/2012 in In the Media

نشرت صحيفة المصري اليوم خبرا عن مقال للكاتب الامريكي توماس فريدمان وتصريحاته بشأن أزمة منظمات المجتمع المدني الاخيرة والحكومة المصرية. ونسبت الصحيفة الي فريدمان قوله في مقاله المنشور في صحيفة نيويورك تايمز انه يري انه من حق الحكومة المصرية مراقبة منظمات المجتمع المدني.

رابط المقال:
http://www.almasryalyoum.com/node/674551?fb_comment_id=fbc_235226153236400_1214293_235251596567189

وفي نهاية التدوينة سأضع أيضا نص المقال في حال قيام الصحيفة بتغييره

حتي هنا والامر عادي .. ولكن دعونا وبدون أي تدخل او تعليقات او تحليل دعونا نقرأ نص المقال من صحيفة نيويورك تايمز وسأقوم بترجمته بأمانة تعلمتها علي في مدرسة الصحافة في رويترز …
لنري الفارق المفزع بين ما تمت ترجمته بسوء نية لاظهار عكس المعني وما قاله فريدمان فعلا .. ولنعرف كم التضليل الذي يمارس على عقولنا

اضافة:: مصدر الخبر هو وكالة انباء الشرق الاوسط والمصري اليوم نقلت نقلا غبيا عن الوكالة وهو امر معيب مهنيا.
اولا: الوكالة ليست مصدرا موثوقا لخبر منقول عن مصدر امريكي
ثانيا: مصدر الخبر يمكن الوصول اليه بسهولة شديدة وهو المصدر الاصلي
ثالثا: لا يمكن نقل خبرا عن الحكومة من مصدر حكومي دون محاولة يسيطة للتوثق من مصدره

أولا رابط مقال فريدمان:

الترجمة:
مصر ترجع الي الخلف
بقلم: توماس فريدمان
للاسف فان الحكومة الانتقالية في مصر اليوم يبدو انها مصممة علي ان تتصرف بحماقة تمنيها بخسائر فادحة (استخدم الكاتب تعبير تطلق النار علي قدميها الاثنتين).
ستتم محاكمة 43 شخصا يوم الاحد المقبل من بينهم 16 أمريكيا علي الاقل بتهمة تلفي تمويلات في مصر بدون تسجيل او تصريح لدعم الديموقراطية في مصر. إن لمصر كل الحق في مراقبة المنظمات الدولية التي تعمل داخل اراضيها. ولكن الحقيقةانه حينما حاولت تلك المنظمات التقدم بأوراق التسجيل قبل اعوام في ظل الحكم الشمولي لحسني مبارك قيل لهم ان الاوراق سليمة وان الموافقة في الطريق. والحقيقة ان تهديد تلك المنظمات بالسجن لدعمهم الديموقراطية بدون تصريح بعد سقوط مبارك بالثورة المصرية هو اشارة مقلقة للغاية. فهي توضح كيف ان الثورة في مصر لم تكتمل وكيف تقاتل قوى الثورة المضادة.

هذا الامر المؤسف يدفع المرء للحزن والتساؤل كيف ستتجاوز مصر تلك المرحلة. فمصر تعاني من نفاذ احتياطي النقد بالعملة الصعبة وعملتها المحلية في انخفاض مستمر ومعدلات التضخم والبطالة في تزايد. ولكن بالرغم من كل هذا فان فلول مبارك الرجعية تتمثل اولوياتها في محاكمة موظفين في المعهد الوطني الديموقراطي والمعهد الجهوري الدولي المرتبطين باثنين من اكبر الاحزاب الامريكية وايضا منظمة فريدوم هاوس وبعض المنظمات الاوروبية. وجريمتهم هي محاولة تعليم الشباب المصريين كيف يراقبون الانتخابات ويؤسسون احزابا سياسية للانخراط في العملية الديموقراطية التي يديرها الجيش المصري بعد سقوط مبارك. وقد شارك في الدورات التدريبية (التي نظمتها تلك المؤسسات) الالاف من المصريين في السنوات الاخيرة.
اذا لماذا كل هذا؟ وماهي حقيقة هذا الامر؟ فالقضية تحركها وزيرة التخطيط والتعاون الدولية فايزة ابو النجا وهي حليفة وصديقة قديمة لمبارك. في الحقيقة إن ابو النجا تمثل نموذجا لاسوأ النزعات والاتجاهات في مصر في ال50 عاما الاخيرة – وهي النزعة التي تساعدنا في فهم لماذا تخلفت مصر عن نظيراتها من الدول مثل: كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا والبرازيل والهند والصين. وهي النزعة للبحث عن الكرامة في كل الاماكن الخاطئة. البحث عن الكرامة ليس في بناء قدرات البلاد وتأهيل شبابها الموهوب لكي يقتحموا القرن الحادي والعشرين بمدارس افضل ومؤسسات افضل وتصدير للصناعات وحكومة يمكن محاسبتها بشفافية. لا.. بل نزعة للبحث عن الكرامة بطريقة رخيصة.. وهي مواجهة الاجانب.
هذه هي لعبة ابو النجا. وقد وصفها لي احد مستشاري مبارك: “ابو النجا في مكانها اليوم لانها كانت تقاوم الاصلاحات الاقتصادية والسياسية لمدة ستة اعوام” بالتحالف مع الجيش. “فهي والجيش كانا ضد انفتاح الاقتصاد المصري” هي والجيش عارضا الثورة ويسعيان الان لانقاذ انفسهم باللعب بكارت الوطنية.
إن مصر اليوم عدوان فقط: الفقر والجعل. فبعد ثلاثين عاما من حكم مبارك ونحو 50 مليار دولار من المساعدات الامريكية مازال 33% من الرجال و56% من النساء المصريات لا يجدن القراءة والكتابة. هذه هي الصورة المؤسفة ولكن للاسف فهذا لا يقض مضاجع ابو النجا علي الاطلاق.
فما هي اولويات ابو النجا؟ هل هي القضاء علي الامية؟ صياغة رؤية جديدة تمكن مصر من التواصل مع العالم وتحقيق الازدهار في القرن الحادي والعشرين؟ أم خلق مناخ ايجابي للاستثمارات الاجنبية لتوفير فرص عمل للشباب المصريين وهم في امس الحاجة لها؟ لا … فأولوياتها هي التقليب في الدفاتر القديمة – وتعليق شماعة كل مشاكل مصر علي الاجانب والقوى الخارجية التي تريد زعزعة استقرار مصر. فدعونا نسجن بعض مستشاري الديموقراطية الغربيين .. فهذا كفيل باستعادة كرامة مصر !
وتشير تقارير نيويورك تايمز من القاهرة الي ان ملف المدعي العام ضد العاملين في تلك المنظمات – مشفوعا بشهادة ابو النجا – يتهم تلك المنظمات “بالتعاون مع السي آي ايه” “لخدمة مصالح امريكية واسرائيلية” و”اثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والاقباط” بهدف “اسقاط النظام الحاكم في مصر ايا كان” برعاية الكونجرس الامريكي واللوبي اليهودي والرأي العام الامريكي”.

والمذهل في الامر ان ما تقوله ابو النجا لهؤلاء الشباب المصريين الذين ساروا وتظاهروا وماتوا في التحرير ليكون لهم صوت في مستقبلهم هو “انتم كنتم فقط اداة في يد السي آي ايه، والكونجرس الامريكي واللوبي اليهودي. فهم القوى الحقيقية المحركة للثورة المصرية – وليش المصريين الشجعان بارادتهم الخاصة”.
ولذلك لا تفاجئ بان بعض اعضاء الكونجرس الامريكي يتحدثون عن قطع المعونة العسكرية الامريكية لمصر وقوامها 1.3 مليار دولار اذا ما تم سجن هؤلاء المواطنين الامريكيين. ولكن قبل ذلك علينا ان نصبر ونري حقيقة الامر كما نتمني ان يكون وهو ان ما يحدث هو الرقصة الاخيرة لفايزة ابو النجا. انها عناصر النظام السابق تلعب بآخر اوراقها للتقليل من شأن القوي الديموقراطية الحقيقية في مصر وانقاذ انفسهم باظهار انفسهم في صورة المدافعين عن شرف مصر.
إن مصر تستحق ما هو افضل من هؤلاء، الذين يبعثرون موارد مصر المتضاءلة في وقت حرج ويجذبون الانتباه بعيدا عن التحديات الحقيقية التي تواجه البلاد: وهي اعطاء شباب هذه البلد ماكانوا يسعون اليه – صوتا حقيقيا في مستقبلهم والادوات التعليمية الذين هم في حاجة اليها في العالم الحديث. فمن هنا فقط تأتي الكرامة الدائمة.

نص المقال بحسب ما جاء في المصري اليوم:
قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، إن من حق مصر مراقبة المنظمات الدولية التي تعمل داخل حدودها، لكنه أكد أنه تم إبلاغ المنظمات المتهمة حاليًا عندما تقدمت بأوراق تسجيلها للحصول على تراخيص بالعمل في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بأن الأوراق سليمة والموافقة وشيكة.
وأضاف فريدمان، في مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز»، الأربعاء، أن الأوضاع في مصر أصبحت مختلفة الآن، حيث أصبحت هذه المنظمات متهمة بالعمل دون ترخيص وسيتم تقديمها للمحاكمة بعد الإطاحة بمبارك في ثورة 25 يناير.
وأوضح أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها مصر عقب الثورة بسبب انخفاض عائداتها من العملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، إلا أن تقديم المسؤولين في هذه المنظمات التي تعمل على تعليم الشباب كيفية مراقبة الانتخابات ومساعدة الأحزاب على الانخراط في الحياة السياسية للمحاكمة، جاء في مقدمة الأولويات.
وأشار إلى أن ثورة مصر «غير المكتملة»- على حد قوله- تتعرض حاليًا لهجمات من قبل حركات مضادة لها ما يهددها إلى العودة للوراء.
وأوضح أن شباب مصر لديهم جميع الحقوق، بل يستحقون أن يجدوا مدارس ومراكز تعليمية متميزة وأفضل المعاهد والمؤسسات الحكومية، مؤكدًا أن مصر تعاني من أمرين في غاية الخطورة هما: الفقر والأمية.
وقال إنه بعد 30 عامًا من تولي مبارك الحكم وتلقي مصر نحو 50 مليار دولار مساعدات أمريكية خلال تلك الفترة، لايزال 56% من النساء و33% من الذكور لا يعرفون القراءة والكتابة.
واختتم الكاتب الأمريكي مقاله، قائلا: «إن توجه الرئيس السابق وأنصاره كشف عن أسباب تأخر مصر عن كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا والبرازيل والهند والصين، حيث كان اتجاهه يبحث عن الكرامة والتقدم في أماكن خطأ بدلًا من البحث عنها في بناء قدرات شباب مصر ورعايتهم».

Leave a comment