ازمة الاختيار الصعب

Posted: 13/10/2012 in Uncategorized

طوال الاعوام الماضية يعرف جميع النشطاء والسياسيين واي مصري سولت له نفسه الوقوف في وجه مبارك ونظامه النائب العام وافعاله 

من توجيه اتهامات مضحكة الي قرارات تصب مباشرة في مصلحة النظام 

وعادة ما يتدخل النائب العام في القضايا المثيرة للجدل او التي تتعرض للكثير من الاضواء بحكم طبيعتها او بحكم ابطالها كقضية اتهام نور الشريف بالشذوذ الجنسي مثلا أو قضية انتداب قاضي تحقيقات لالمانيا لمتابعة قضية مروة الشربيني او قضايا النشطاء والسياسيين والتي عادة ما تكون طبيعة القرارات فيها سياسية اكثر منها قانونية 

وبطبيعة منصبه وموقعهم فان بين النائب العام والاخوان المسلمين عداوات قديمة وتاريخية خاصة مع قيادات الجماعة مثل موقعة اغلاق ومصادرة اموال شركة سلسبيل لمالكها خيرت الشاطر 

لن اتطرق بالتفصيل للصراع الاخواني مع النائب العام ولا اداءه وسيرته وعمله وقراراته 

لي بعض الملاحظات التي افكر بها بعيدا عن الزحام

 

التوقيت:

لماذا الان تحديدا الهجوم الضاري علي النائب العام؟ 

هل ظهر فساده فجأة ؟ هل حكم موقعة الجمل (الذي لا علاقة للنائب العام به من الاساس) هو اول حكم براءة يصدر؟؟ 

لماذا تذكر الاخوان فجأة ان النائب العام لابد عزله او اقالته او تغييره ؟ بقالنا اكتر من سنة ونص نطالب بتغييره علي الاقل لانه كان احد رموز النظام السابق ! 

التوقيت غير مفهوم علي الاطلاق خاصة مع تصاعد نبرات التهديد العلني مثلما فعل مكي والعريان في تصريحاتهم الاعلامية المباشرة ومانسب لهم من حوارات مع النائب العام ،، وكلها تصب في اطار (احسنلك تستقيل) !!!! 

لماذا الان؟؟ لماذا الان تفرض علينا السلطة الحاكمة وجماعة الاخوان المسلمين ان نخوض معركة النائب العام ونحن علي ابواب اصدار دستور جديد للبلاد؟ 

 

غياب المعلومات وانتحار الشفافية:

كانت مشكلتنا  الرئيسية مع النظام السابق غياب المعلومات ،،، لا احد يعلم لماذا تتخذ الحكومة اي قرارات .. ولم نكن نهتم لان المنظومة كانت سرية وفاسدة والقائمين عليها برعوا في التلاعب بمصير المصريين حسب مصالحهم واستقر نظامهم طيلة ٣٠ عاما وكان من السهل لاحقا اخفاء اي شيء او كنا نعلم تماما انهم يكذبون ولم نكن حتي نهتم

كنا نعلم انهم يكذبون وكانوا يعلمون اننا نعلم انهم يكذبون وكانوا واثقين من اننا لن نفعل اي شيء وهو خطأهم الوحيد 

ولكن بعد الثورة افترضنا خطأ ضمن حسابات خاطئة كثيرة ارتكبتها القوي السياسية التي ساهمت ودعمت عملية الاطاحة بمبارك وحاشيته وتصدير صورة (الثورة) ثم مساندة الاخوان الفصيل الاكثر تنظيما بعد انهيار “فصيل” مبارك ورجاله

ولكن ما اشبه اليوم بالبارحة .. مازالت السلطة الحاكمة المنتخبة حديثا تتخذ من القرارات وتصدر قوانين “في مصلحة الشعب والثورة” وان كان لا احد يكترث ان يخرج علينا نحن (الشعب) لتفسير قرار او توضيح قانون والاسباب التي دعت لاصداره وتوقيت اصدراه ،،، الخ 

فلا نعلم لماذا صبر مرسي وجماعته علي النائب العام طيلة ذلك الوقت ولانعرف سر الحملة الشرسة ضده بشكل مفاجئ ،، قس علي ذلك كل القرارات التي اتخذها مرسي وحكومتيه حتي الان 

التأييد الاعمي:

لسبب ما غير مفهوم حافظ مرسي وجماعته علي نفس بنية النظام القديم الا قليلا ،، الاحلال والتبديل لم يتم الا في نطاق الاشخاص ،، لتعيين الموالين والمحبين في المناصب المهمة والموافقين والتابعين في المواقع الحساسة لاحكام السيطرة وهي نفس طريقة النظام السابق في الاعتماد علي اهل الثقة لا الخبرة في ادارة الامور .. لم نشهد ابتكارا حقيقيا في حل المشاكل ولم نري تغييرا فعليا في بنية النظام ،، 

فانجازات مرسي حتي الان تتمثل في تحقيق رغبات شعبية تفي احتياجات بشكل مؤقت كتوفير الوقود والطاقة (حتي الان) واعادة نسبة ما من الامن الي الشارع ،، بينما لم نشهد اي تغيير حقيقي في بنية النظام وتردي حقيقي في حال الحريات 

اذا ما الفرق بين النظامين؟ 

في رأيي ان الفروق الرئيسية تتمثل في قلة خبرة النظام الحالي وفشله في التلاعب 

والفرق الاهم هو عدد المؤيدين بطريقة عمياء.. فجماعة الاخوان تحرك الملايين من اتباعها لتأييد ما تتخذه الجماعة ورموزها من قرارات .. هذه الجماعات التي تخوض الصراع بمنطق انصر اخاك ظالما او مظلوما وان الجماعة تعرف افضل وان كل المعارضين معاديين للاسلام ورجالاته

فان تحالف الاخوان مع العسكر كان الهتاف في الميدان (المشير مية مية والجيش والشعب ايد واحدة) وان اختلف الاخوان والعسكر كان الهتاف (الشعب يريد اعدام المشير) .. ان تباطأ الرئيس ف الافراج عن المعتقلين فهم بلطجية وان اصدر امرا بالعفو فهم ثوار

وهكذا ،، تباطؤ الرئيس ف ملف تغيير النائب العام حكمة واحترام فصل السلطات وعزله شجاعة وثورية للرئيس

الصورة دي مثلا مثال واضح جدا علي ان التأييد ليس لقرارات الرئيس ولكن للرئيس نفسه او جماعته ايا كانت قراراته وده مكمن الخطورة

صورة

لاحظوا جملة انا مع الرئيس فيما يفعل … 

يشيل النائب العام يشيل مدرب المنتخب انا معاه 

صورة..

ثم جملة اللي مرسي عاوزه يعمله !!!! 

هذا التأييد الاعمي هو المخيف في الامر فهناك ملايين من البشر علي استعداد للقتال لاجل ما ترتأيه الجماعة كم قرارات ،، وانتهي الامر 

والان وبينما اكتب هذه السطور سيتم حل ازمة النائب العام ولا تحل في غرفة مغلقة بعيدا عن اعين الشعب وسيخرج الاخوان واتباعهم بتبريرات تأييدا لاي قرار سيتم اتخاده

ولم ينتبه احد بل لم يعد مهما ان يعرف احد ان النائب العام من الاساس ليس له علاقة بموقعة الجمل .. فمن قاموا بالتحقيق فيها هم قضاة منتدبين من محكمة الاستئناف ،،، أي ان النيابة لم تحقق في الواقعة برمتها؟؟!!

 

لا تضع كل مفاتيح بيتك مع كلب شرس واحد:

لنفترض ان لبيتك عدد من المفاتيح ولديك كلب شرس متحفز يسعي لاحكام سيطرته علي بيتك حماية او سيطرة او سرقة .. سنري هل تعطي الكلب كل مفاتيح بيتك ؟؟؟ ام تمنح بعضها لكلب اخر لا يقل شراسة وفساد عن الاول ؟ حتي تخلق توازنا في سيطرتهما علي بيتك ريثما تتمكن انت من السيطرة عليهما حتي تتمكن من الثقة بهما او باحدهما وتبقي دائما لديك القدرة علي المراقبة والحساب؟؟

صعبة دي؟؟ 

كيف نوافق ونقر علي ان تسيطر السلطة الحاكمة علي كل السلطات التنفيذية والتشريعية وتحييد الجيش والمضايقة المستمرة في الشارع ثم تكافئها بالسيطرة علي السلطة القضائية ايضا؟؟ 

أليس فيكم عاقل ؟؟ 

Leave a comment