زمن الاساطير

Posted: 23/09/2012 in Uncategorized

يبدو اننا تأخرنا جدا

فقد رحل زمن الاساطير وقصص الحب الخرافية ،، حيث ترتدي الفتيات دائما زي الاميرات ولابد وان يكون عشاقهن امراء

رحل ذلك الزمن الذي تعاني فيه الاميرة قدرا يسيرا من الزمن ،، بضع صفحات

وخلالها تبدو الاميرة جميلة دائما ،، ورقيقة ،، وترتدي زي الاميرات .. وتبتسم للجميع وتحب الجميع وتخدم الجميع ويحبها الكثيرين ،، حتي أشرار الرواية يدارون حبهم لها في كراهيتهم !

ثم تنتهي الرواية بان يأتي الامير وتنتهي كل المشقات

يأتي الامير وتبتسم الاميرة ويتطلعان معا لمجهول مشرق ورائع !

هذا الزمن ليس زمن الحكايات الخرافية ،، والفتيات في زمني لا يرتدين فساتين الاميرات وهن ذاهبات للسوق

ولا ينبهر أمير متخف بجمالهن ورقتهن وطيبتهن فتنتهي كل المشاكل

تأخرنا جدا !

فلم يعد هذا الزمن حتي زمن القصص البسيطة التي تنتهي نهايات سعيدة !

حيث تعاني جميلتنا ولكنها في النهاية تجد اميرها البسيط ،، ويقرران ان عليهما ان يشقيا معا

يتطلعان لتعب المستقبل بابتسامة وبزاد من الحب والعشق والوفاء !

هذا ايضا ليس زمن الوفاء فيما يبدو

فلم تعد فتياتنا اميرات ،، ولا حتي جميلات ،، ولم يعد أحد يتطلع لعناء الحياة متسلحا بالحب !

ولم يعد الكوخ في ركن هادئ من الغابة موجودا

ولا حتي كوخ في غابة اسمنت !

نحن لا نبدو جميلات ونحن نواجه مشقات الحياة ولا تستقبلنا شوارعنا بالحب ولا تعزف الموسيقي الرقيقة في خلفية المشهد

نحن يغطينا السماد وتتسخ ملابسنا وتنتهكنا نظرات العابرين وتفسد العوادم بشرتنا المتعبة من قلة النوم

فتيات هذا الزمن تنهكهن الحياة ،،، وامراء هذا الزمان لا يؤمنون بسلاح الحب في مواجهة الحياة

فتيات هذا الزمن لسن اميرات ،، بل لم يعدن ينتظرن من الحياة الكثير

يا الله لقد تأخرنا جدا

Comments
  1. معكِ كُل الحق
    ولا أتحدث عن عصر القصص والأميرات فقط، بل أضم لها أيضاً تلك العصور الحديثة التي رحلت مثل أيام الخمسينيات والستينيات
    لقد أصبحت الحياة كالطاحونة، لا يُمكن لأحد أن يلتقط أنفاسه فيتجمَّل ، بكل ما في الجمال مِن معانٍ
    وحتى ان تمكن مِن ذلك، فالطاحونة الصاخبة الملوثة تُفسد كل شيء

    لم أعد أرى الجميلات عندما أزرو الوطن
    وصار القُبح مُغلفاً لكل شيء

  2. upstairscoffeeshop says:

    سبب القبح يا احمد هو كما قلت طاحونة الحياة .. والكبت والتوتر وعدم الرضي
    اغلبنا يعيش حياة لم يختارها ولم يحبها

Leave a comment