سميرة ابراهيم فتاة مصرية بسيطة جدا تشبه الاف من مثيلاتها ،، شكلا ومضمونا ،، فتاة في العشرينات من عمرها؛ محجبة٬ مظهرها لا يجذب انتباهك لاي شيء غير عادي او شاذ ،،، يمكن ان تري فيها الاف الفتيات المصريات .. سميرة فتاة شجاعة جدا٬ وقتها٬ تعرضت لانتهاك بشع علي ايدي افراد من الجيش المصري اثناء المرحلة الانتقالية هي وغيرها ،، ولكن ما ميز سميرة انها لم تصمت ولم تعد الي منزلها شاعرة بالخزي والعار الذي يريده لها المجتمع لفتاة تعرضت لما تعرضت له سميرة ولكنها صمدت وفعلت ماهو اكبر وهو مقاضاة الجيش المصري في خطوة شجاعة جدا
لا اعرف حقا ان كانت سميرة فعلت هذا من تلقاء نفسها ام ساعدها اخرون استمدت شجاعتها منهم وساعدوها في رحلة صعبة وخطيرة.
وبقت سميرة في بقعة الضوء في المشهد السياسي المصري كلما مرت احدي جلسات الدعوي التي قامت بها ضد الجيش المصري والتي اعتقد انها تحملت خلالها الكثير كاي فتاة تواجه التصدي لتعرضها لانتهاك جنسي في مجتمع مغلق ومحافظ ومريض مثل مجتمعاتنا
وصارت سميرة الضحية رمزا ،، وهنا اول الازمات
الرموز غير المؤهلة ان جاز لي التعبير هي اكثر ما يضر بأي قضية .. سميرة الضحية تحولت الي رمز مشهور يشار اليه بالبنان واضافة لاي قضية
سميرة تقرر تكريمها في الولايات المتحدة في اطار الاحتفالات باليوم العالمي للمراة تقديرا لشجاعتها لتصبح رمزا للمواجهة والضمود في وجه العنف الجسدي الممارس من قبل الانظمة علي النساء ،، ولان الرمز يصبح الهاما للاخرين وسفيرا للقيم التي يمثلها ،، كانت هي المشكلة
وتقرر بشكل مفاجئ سحب الجائزة من سميرة ومراجعة الامر بالكامل بعد ان تم اكتشاف كلام لسميرة قالته علي تويتر تمتدح فيه حادث قتل سائحيين اسرائيليين في هجوم ارهابي .. وهنا بالطبع قامت الدنيا ولم تقعد ،، فكيف لامراة سيتم تكريمها دوليا ان تشجع او تثني علي قتل المدنيين .. الامر ينطوي علي كراهية غير مفهومة من امراة تدعو للعدل وايقاف العنف ضد النساء .. وهنا خاطبت اللجنة التي اختارت سميرة وكانت في قمة الحرج ودعتها لتوضيح ما قالته
فسارعت سميرة للادعاء (كذبا) ان الاكاونت الخاص بها تم سرقته وان التصريحات التي تحث علي الكراهية ليست منها ثم تمادت فكتبت تويتات تتحدث عن انه لا يجب اضطهاد الاقباط مثلما تم اضطهاد اليهود في مصر ،،، في محاولة فجة ورخيصة لاصلاح متأخر. ثم بشكل ما تدحرجت كرة الثلج وقرر البعض البحث في ارشيف تويتر سميرة لمعرفة مواقفها بشكل اوضح. فاكتشف الباحثون ان هناك امور اخري قالتها سميرة مثل “كل سنة وامريكا محروقة” في ذكري هجمات ١١ سبمتبر” و”النظام السعودي اوسخ من اليهود”. كما نقلت احد المقولات الشهيرة عن هتلر ضد اليهود.
وهنا لم تدرك سميرة عمق المشكلة التي وقعت هي فيها ،، ولم يفهم الامريكان عمق الازمة المتعلقة بالوعي الشعبوي المصري المتسم بالجهل الشديد والصلف ايضا. سميرة البسيطة لم تدرك ان كلامها علي تويتر قد يوقعها في مشاكل ،، بل لا اعتقد انها كانت تتخيل ان تصريحاتها او كتاباتها لتعليقات تسب اليهود او تشجع علي كراهية الاسرائيليين واليهود والحث علي خراب امريكا وغيرها من تصريحات الكراهية الكاملة قد تجلب عليها كل هذه المتاعب بل اشك انها كانت تدرك ان في تلك التصريحات امرا سيئا او غير عادي
الواقع الذي قد لا يدركه الامريكيين انفسهم هو ان ما قالته سميرة يعد عاديا ومقبولا ومشجعا في مصر ،، وان العقل الجمعي للشعب المصري معززا بالاعلام والتاريخ والحكام لاعوام طويلة. ان الوعي الجمعي للمصريين بشكل عام يتسم بمعاداة اليهود واسرائيل العدو التاريخي للعرب والمسلمين والولايات المتحدة الامريكية الشيطان الاعظم المؤيد الاول لاسرائيل في العالم
ولذلك لم تعتبر سميرة ابراهيم ما قالته امرا مشينا ولا مخالفا ولا يمنعها من السفر للولايات المتحدة (التي تمنت حرقها) لقبول جائزة من نفس الدولة التي تمنت خرابها. ولان ذلك الوعي الجمعي المصري يتسم بالجهل المغلف بالصلف رفضت سميرة الاعتذار عن تغريداتها التي تحض علي الكراهية وقالت اولا ان الحساب تم اختراقه وحينما لم تفلح الخدعة ادعت ان هناك ضغوطا تمارس عليها من اللوبي الصهيوني في امريكا للاعتذار والتمجيد في اسرائيل !!
ورددت علي حسابها علي تويتر ان هناك ضغوطا تمارس عليها للاعتذار للوبي الصهيوني وقد رفضت لان “المبادئ لا تتجزأ” علي حد قولها في تناقض سافر لكل مافعلته سميرة منذ بداية هذه المشكلة. وتردد ان الخارجية الامريكية تريد منها رد ثمن التذكرة ودفع ثمن تذكرة العودة ،،، الخ
وما ان عادت سميرة كان اول لقاء مصور لها في برنامج مصري ظلت تردد كما تم تلقينها عبارات من شأنها اللعب علي وتر مشاعر المصريين تجاه الحركة الصهيونية العالمية ومشاعر معاداة اليهود بشكل عام في مصر ،،،
https://www.youtube.com/watch?v=A7qGj4Ojd3I
وظلت سميرة في هذا اللقاء تردد انها كانت تريد الاعتذار في بلدها وانها لا يمكن ابدا ان تعتذر للوبي الصهيوني ولا يمكنها ابدا ابدا ان تمجد في اسرائيل وفي امريكا ،،، الخ وتجاهلت تماما هي ومذيع الحلقة قرب نهاية اللقاء
-انا قبلت السفر للولايات المتحدة التي تمنت حرقها وقبلت الجائزة
-ان تغريداتها سبت فيها اليهود وكان اولي بها ان تعتذر عنها
-انها ادعت كذبا ان حسابها قد تم سرقته لاصلاح الخطأ واستلام الجائزة
-وانها ببساطة اخطأت وكان لابد وان تعتذر !
واتوقع ان تكون سميرة بطلة عدد من الاحاديث الصحفية والتلفزيونية والتي لن تخرج عن القضايا الاتية
امريكا سيئة وهي الشيطان الاعظم
مورست علي ضغوط للاعتذار للوبي الصهيوني
الجائزة مشبوهة ومشروطة بتمجيد اسرائيل
انا ماليش في السياسة لكن مش باحب اسرائيل
كانوا عايزيني اعتذر وانا قلت اعتذر في بلدي
كانوا عايزين امجد اسرائيل وانا لا يمكن اعمل كده ابدا
ولا استبعد ان يعاملها البعض كبطلة ولا عزاء للحقيقة ولا لابسط قواعد المنطق والعقل
ان ما قالته سميرة ويردده ملايين المصريين كجزء من الوعي الجمعي للمصريين امر لابد من دراسته وفهمه واستيعابه جيدا حتي ندرك ما نتعامل معه بوضوح فكراهية اليهود لها جذور دينية في الاسلام ولذلك فالخلط سهل جدا بين اليهودي والاسرائيلي ونادرا ما يفرق بينهما المواطن المصري العادي او حتي المثقف المتعلم ،، ويصبح سب امريكا واسرائيل واليهود امرا يجمع عليه المصريين جميعا تقريبا ولا يمكن مواجهته ف الاعلام او في المجال العام.
فان قام احدهم بسب اليهود او اسرائيل لن يجد اي مواجهة لاثناءه عن ذلك حتي لو كانت تصريحاته تحث علي قتل المدنيين او الابادة الجماعية او التطهير العرقي ،، الخ ،، فلا احد يملك الشجاعة الكافية دائما لان يواجه ذلك النوع من التصريحات
وفي النهاية فانا ادعو الولايات المتحدة ان تعامل الرئيس محمد مرسي بالمثل كما عاملت سميرة .. فاللرجل ايضا تصريحات واضحة بمعاداة اليهود ووصفهم بالقردة والخنازير ،، فلماذا يقابل كيري مرسي ويقوم بالتوقيع علي شيكا ماليا تلو الاخر ورئيس مصر نفسه معاد للسامية ويحض علي كراهية اليهود !؟؟
مصادر:
بعض من تغريدات سميرة